کد مطلب:240883 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:242

اضطررت کما اضطر یوسف و دانیال
للصدوق كلام یتضمن تأریخ حیاة الإمام الرضا علیه السلام و أیام إیام إمامته مع طواغیت زمانه، قال طاب ثراه:

و قام علیه السلام بالأمر و له تسع و عشرون سنة و شهران، و كان فی أیام إمامته علیه السلام بقیة ملك الرشید، ثم ملك بعد الرشید محمد المعروف بالأمین و هو ابن زبیدة ثلاث سنین و خمسة و عشرین یوما، ثم خلع الأمین و أجلس عمه إبراهیم بن شكلة أربعة عشر یوما، ثم أخرج محمد بن زبیدة من الحبس، و بویع له ثانیة، و جلس فی الملك سنة و ستة أشهر و ثلاثة و عشرین یوما، ثم ملك عبدالله المأمون عشرین سنة و ثلاثة و عشرین یوما فأخذ البیعة فی ملكه لعلی بن موسی الرضا علیه السلام بعهد المسلمین من غیر رضاه و ذلك بعد أن هدده بالقتل و ألح علیه مرة بعد أخری و فی كلها یأبی علیه حتی أشرف من تأبیه علی الهلاك فقال علیه السلام:

«اللهم إنك قد نهیتنی عن الإلقاء بیدی إلی التهلكة، و قد أكرهت و اضطررت كما أشرفت من قبل عبدالله المأمون علی القتل منی إن لم أقبل ولایة عهده و قد أكرهت و اضطررت كما اضطر یوسف و دانیال علیهماالسلام إذ قبل كل واحد منهما الولایة من طاغیة زمانه، اللهم لاعهده إلا عهدك و لاولایة لی إلا من قبلك فوفقنی لإقامة دینك و إحیاء سنة نبیك محمد صلی الله علیه و آله فإنك أنت المولی و أنت المولی و أنت النصیر و نعم المولی أنت و نعم النصیر».

ثم قبل علیه السلام ولایة العهد من المأمون و هو باك حزین علی أن لایولی أحدا، و لایعزل أحدا و لایغیر رسما و لاسنة و أن یكون فی الأمر مسیرا من بعید. فأخذ المأمون له البیعة علی الناس الخاص منهم و العام، فكان متی ما ظهر للمأمون من الرضا علیه السلام فضل و علم و حسن تدبیر، حسده علی ذلك و حقد علیه حتی صاق صدره منه، فغدربه، و قتله بالسم و مضی إلی رضوان الله تعالی و كرامته [1] .



[ صفحه 57]



الممثالة فی الاضطرار بینه علیه السلام و بین یوسف و دانیال علیهما السلام فی قبول الولایة من الحاكم الجائر كالمأمون للرضا علیه السلام و عزیز مصر الكافر لیوسف النبی علیه السلام قال تعالی حكایة عن الملك: «و قال الملك ائتونی به أستخلصه لنفسی» [2] .

و إنما اختار یوسف علیه السلام الولایة علی الخزائن لأنها أقل محذورا من بقیة المناصب الحكومیة سدا لأبواب الخیانة فی بیت المال الذی به قوام الملك و قیام الملة. و أما قبول الولایة من قبل عزیز مصر الكافر فكان علیه السلام مضطرا كما نص الرضا علیه السلام علیها لم یستطع دفعها كما كان كذلك من قبل المأمون الطاغیة و للكلام صلة

و أما دانیال فهو كما قال السعودی:

ابن نوفین أحد ملوك بنی إسرائیل و فی عصره سار البخت نصر و هو مرزبان العراق و العرب من قبل ملك فارس [3] و من أولاد یهود ابن یعقوب و قد أسره البخت نصر و هو طفل ألقاه فی الجب علی ما قال علی بن إبراهیم القمی فی ترجمة البخت نصر بعد قتله الرجال و النساء و غیرهم لیسكن دم یحیی علیه السلام و كان بین خروج البخت نصر و یحیی مئة سنة قال: ثم أتی بابل فبنی بها مدینة و أقام و حفر بئرا [4] فألقی فیها دانیال و ألقی معه اللبوة فجعلت اللبوة تأكل طی البئر و یشرب دانیال لبنها فلبث بذلك زمانا فأوحی الله إلی النبی الذی كانت ببیت المقدس أن اذهب بهذا الطعام والشراب إلی دانیال و اقرأه منی السلام قال: و أین دانیال یا رب؟ فقال فی بئر بابل فی موضع كذا و كذا قال: فأتاه فأطلع فی البئر فقال: یا دانیال قال: لبیك صوت غریب قال: إن ربك یقرؤك السلام و قد بعث إلیك بالطعام و الشراب فدلاه إلیه قال:

فقال دانیال: الحمد لله الذی لاینسی من ذكره الحمدلله الذی لایخیب من دعاه الحمد الله الذی من توكل علیه كفاه الحمد لله الذی من وثق به لم یكله إلی غیر الحمد لله الذی یجزی بالإحسان إحسانا الحمد لله الذی یجزی بالصبر نجاة الحمدلله الذی یكشف ضرنا عند كربتنا و الحمد لله الذی هو ثقتنا حین نقطع الحیل منا و الحمدلله



[ صفحه 58]



الذی هورجاؤنا حین ساء ظننا بأعمالنا [5] .

وروی الصدوق حدیثا عن الصادق علیه السلام قال فیه: «و اشتدت البلوی علی بنی إسرائیل بغیبته و تسلط علیهم بخت نصر فجعل یقتل من یظفر به منهم و یطلب من یهرب و یسبی ذراریهم فاصطفی من السبی من أهل بیت یهوذا أربعة نفریهم دانیال... و الحجة دانیال أسیر فی ید بخت نصر تسعین سنة فلما عرف فضله و سمع أن بنی إسرائیل ینتظرون خروجه و یرجون الفرج فی ظهوره علی یده، أمر أن یعجل فی جب عظیم واسع و یعجل معه الأسد یأكله فلم یقربه و أمر أن لایطعم فكان الله تعالی یأتیه بطعامه و شرابه علی ید نبی من أنبیاء بنی إسرائیل... فلما تناهی البلاء بدانیال و قومه رأی بخت نصر فی المنام كأن ملائكة من السماء قد هبطت إلی الأرض أفواجا إلی الجب الذی فیه دانیال مسلمین علیه یبشرونه بالفرج فلما أصبح ندم علی ما أتی إلی دانیال، فأمر أن یخرج من الجب فلما أخرج اعتذر إلیه مما ارتكب منه من التعذیب، ثم فوض إلیه النظر فی أمور ممالكه و القضاء بین الناس فظهر من كان مستترا من بنی إسرائیل و رفعوا رؤوسهم و اجتمعوا إلی دانیال علیه السلام موقنین بالفرج فلم یلبث إلا القلیل علی تلك الحال حتی مضی لسبیله و أفضی الأمر بعده إلی عزیر...» [6] .

أقول و فی رؤیة البخت نصر الرؤیا و نجاة دانیال علیه السلام من الجب روایات مطولة أعرضنا عنها فراجع [7] .

و قد ترجمه بعض بمایلی:

و أما دانیال فكان من ذریة داود علیه السلام و أسرفی سنة 606 قبل میلاد المسیح وجی ء به إلی بابل علی ما فی قاموس الإنجیل و كان بخت نصر رأی رؤیا هائلة فقصها علی دانیال فعبرها فصار بذلك معززا مكرما عند بخت نصر و كان مقیما عنده إلی أن فتح الفرس بابل فصار عند كورش ملك الفرس فولاه القضاء و جعل إلیه جمع أمره. و مات بالسوس [8] من أعمال خوزستان. ذكر البغدادی فی كتاب (المحبر) نسب دانیال فقال: هو دانیال بن یخننابن حزقیا، و هو یوناخین بن صدقیا الملك ابن اهیاقیم بن



[ صفحه 59]



أوشیابن أمین بن حزقیا بن أحاذین بن یاثم بن عزریا بن أمصیابن مهیاس بن أخزیابن ربهیا بن رام بن یاهوشابن أسابن راحبعم بن سلیمان بن داود علیهماالسلام. و ذكرهم الطبری و الیعقوبی مع اختلافات [9] انتهی لفظ البعض.

هذا موجز ترجمة دانیال النبی علیه السلام و قدجاء فی صادقی: «من اهتم لرزقه كتب علیه خطیئة؛ إن دانیال كان فی زمن ملك جبار عات أخذه فطرحه فی جب، و طرح مع السباع فلم تدن منه و لم تخرجه [10] فأوحی الله إلی نبی من أنبیائه أن ائت دانیال بطعام قال: یا رب و أین دانیال؟ قال: تخرج من القریة من القریة فیستقبلك ضبع فاتبعه فإنه یدلك إلیه، فأتت به الضبع إلی ذلك الجب فإذا فیه دانیال فأدلی الیه الطعام فقال دانیال: الحمدلله الذی لاینسی من ذكره...» [11] إلی آخر التحمید الآنف الذكر [12] .

و الباقری «سألته عن تعبیر الرؤیا عن دانیال علیه السلام أهو صحیح؟ قال: نعم كان یوحی إلیه و كان نبیا و كان ممن علمه الله تأویل الأحادیث و كان صدیقا حكیما و كان و الله یدین بمحبتنا أهل البیت قال جابر: بمحبتكم أهل البیت؟ قال: إی و الله و ما من نبی و لاملك إلا و كان یدین بمحبتنا» [13] .

أقول:

حصیلة الأحادیث المذكورة أن دانیال كیوسف فی أنهما صدیق معبر للرؤیا و قد حبسا فی الجب و ابتلیا بملك كافر عات أشركهما فی ملكه و قبول الولایة فیه لو تخلفا عن القبول لعوقبا كما عوقب الإمام الرضا و قتل لو تخلف عن قبول ولایة العهد من المأمون بتهدیده به بل بالأخیر قتله بالسم فی زمن قبوله علی ما صرح الصدوق و المفید خلافا للإربلی و غیره فراجع [14] .



[ صفحه 60]




[1] عيون أخبار الرضا 16:1.

[2] يوسف: 54.

[3] مروج الذهب 73:1.

[4] لعل كلمة «و لإسحق صفيك في بئرسبع» بالسين المهملة لاالمعجمة التي في دعاء السمات الوارد في جمال الأسبوع 536 و غيره يراد بها هذه البئرلأن دانيال من أولاد إسحق.

[5] تفسير القمي 89 - 88/1. البحار 358:14.

[6] البحار 364 - 363/14.

[7] البحار 370 - 367 ،359 - 358/14.

[8] الآن يعرف بالشوش الواقع خارج بلدة الدزفول و قد زرناه مع الحاج الشيخ السبط الأنصاري عام 1406 ه.

[9] البحار 351:14 في هامشه.

[10] كما في المصدر و الصواب فلم تدن و لم تخرجه.

[11] البحار 363 - 362/14.

[12] بتفسير القمي المتقدم 89 - 88/1.

[13] البحار 371:14.

[14] كشف الغمة و قد رده المجلسي طاب ثراه و أن القاتل كان هو المأمون لاغير. انظر البحار 313 - 311/49. و الحق ما قاله المجلسي طاب ثراه.